سُورَةُ الأَحۡقَافِ

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَ⁠ٰنِ ٱلرَّحِیمِ

اَلۡجُزۡءُ السادس والعشرون ٢٦ الحِزۡبُ ٥١ حمٓ ۝١ تَنزِیلُ ٱلۡكِتَ⁠ٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ ۝٢ مَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَ⁠ٰوَ⁠ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلࣲ مُّسَمࣰّى ۚ وَٱلَّذِینَ كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ ۝٣ قُلۡ أَرَءَیۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِی مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكࣱ فِی ٱلسَّمَ⁠ٰوَ⁠ٰتِ ۖ ٱئۡتُونِی بِكِتَ⁠ٰبࣲ مِّن قَبۡلِ هَ⁠ٰذَآ أَوۡ أَثَ⁠ٰرَةࣲ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَ⁠ٰدِقِینَ ۝٤ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن یَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا یَسۡتَجِیبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَ⁠ٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآىِٕهِمۡ غَ⁠ٰفِلُونَ ۝٥ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءࣰ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَ⁠ٰفِرِینَ ۝٦ وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَ⁠ٰتُنَا بَیِّنَ⁠ٰتࣲ قَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَ⁠ٰذَا سِحۡرࣱ مُّبِینٌ ۝٧ أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ ۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَیۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِی مِنَ ٱللَّهِ شَیۡ‍ـًٔا ۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِیضُونَ فِیهِ ۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِیدَۢا بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡ ۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ ۝٨ قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعࣰا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِی مَا یُفۡعَلُ بِی وَلَا بِكُمۡ ۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا یُوحَىٰٓ إِلَیَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِیرࣱ مُّبِینࣱ ۝٩ قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدࣱ مِّنۢ بَنِیٓ إِسۡرَ⁠ٰٓءِیلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَ‍ـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّ⁠ٰلِمِینَ ۝١٠ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ لِلَّذِینَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَیۡرࣰا مَّا سَبَقُونَآ إِلَیۡهِ ۚ وَإِذۡ لَمۡ یَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَیَقُولُونَ هَ⁠ٰذَآ إِفۡكࣱ قَدِیمࣱ ۝١١ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَ⁠ٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةࣰ ۚ وَهَ⁠ٰذَا كِتَ⁠ٰبࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّسَانًا عَرَبِیࣰّا لِّیُنذِرَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُواْ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِینَ ۝١٢ إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَ⁠ٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ۝١٣ أُوْلَ⁠ٰۤىِٕكَ أَصۡحَ⁠ٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَ⁠ٰلِدِینَ فِیهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ یَعۡمَلُونَ ۝١٤ وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَ⁠ٰنَ بِوَ⁠ٰلِدَیۡهِ إِحۡسَ⁠ٰنًا ۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهࣰا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهࣰا ۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَ⁠ٰلُهُۥ ثَلَ⁠ٰثُونَ شَهۡرًا ۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِینَ سَنَةࣰ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِیٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِیٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَ⁠ٰلِدَیَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَ⁠ٰلِحࣰا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِی فِی ذُرِّیَّتِیٓ ۖ إِنِّی تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَإِنِّی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ ۝١٥ أُوْلَ⁠ٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَیِّ‍ـَٔاتِهِمۡ فِیٓ أَصۡحَ⁠ٰبِ ٱلۡجَنَّةِ ۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِی كَانُواْ یُوعَدُونَ ۝١٦ وَٱلَّذِی قَالَ لِوَ⁠ٰلِدَیۡهِ أُفࣲّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِیٓ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِی وَهُمَا یَسۡتَغِیثَانِ ٱللَّهَ وَیۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ فَیَقُولُ مَا هَ⁠ٰذَآ إِلَّآ أَسَ⁠ٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ ۝١٧ أُوْلَ⁠ٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ حَقَّ عَلَیۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِیٓ أُمَمࣲ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ ۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ خَ⁠ٰسِرِینَ ۝١٨ وَلِكُلࣲّ دَرَجَ⁠ٰتࣱ مِّمَّا عَمِلُواْ ۖ وَلِیُوَفِّیَهُمۡ أَعۡمَ⁠ٰلَهُمۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ ۝١٩ وَیَوۡمَ یُعۡرَضُ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذۡهَبۡتُمۡ طَیِّبَ⁠ٰتِكُمۡ فِی حَیَاتِكُمُ ٱلدُّنۡیَا وَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهَا فَٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَفۡسُقُونَ ۝٢٠ ۞ ربُع الحِزۡبُ ٥١ وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦٓ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّیٓ أَخَافُ عَلَیۡكُمۡ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ ۝٢١ قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَأۡفِكَنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّ⁠ٰدِقِینَ ۝٢٢ قَالَ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَلَ⁠ٰكِنِّیٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمࣰا تَجۡهَلُونَ ۝٢٣ فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضࣰا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِیَتِهِمۡ قَالُواْ هَ⁠ٰذَا عَارِضࣱ مُّمۡطِرُنَا ۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦ ۖ رِیحࣱ فِیهَا عَذَابٌ أَلِیمࣱ ۝٢٤ تُدَمِّرُ كُلَّ شَیۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا یُرَىٰٓ إِلَّا مَسَ⁠ٰكِنُهُمۡ ۚ كَذَ⁠ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِینَ ۝٢٥ وَلَقَدۡ مَكَّنَّ⁠ٰهُمۡ فِیمَآ إِن مَّكَّنَّ⁠ٰكُمۡ فِیهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعࣰا وَأَبۡصَ⁠ٰرࣰا وَأَفۡ‍ـِٔدَةࣰ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَ⁠ٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡ‍ـِٔدَتُهُم مِّن شَیۡءٍ إِذۡ كَانُواْ یَجۡحَدُونَ بِ‍ـَٔایَ⁠ٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ ۝٢٦ وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡٵَیَ⁠ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ۝٢٧ فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢ ۖ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡ ۚ وَذَ⁠ٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ یَفۡتَرُونَ ۝٢٨ وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَیۡكَ نَفَرࣰا مِّنَ ٱلۡجِنِّ یَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْ ۖ فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِینَ ۝٢٩ قَالُواْ یَ⁠ٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَ⁠ٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ یَهۡدِیٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِیقࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ۝٣٠ یَ⁠ٰقَوۡمَنَآ أَجِیبُواْ دَاعِیَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ یَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِیمࣲ ۝٣١ وَمَن لَّا یُجِبۡ دَاعِیَ ٱللَّهِ فَلَیۡسَ بِمُعۡجِزࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَیۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِیَآءُ ۚ أُوْلَ⁠ٰۤىِٕكَ فِی ضَلَ⁠ٰلࣲ مُّبِینٍ ۝٣٢ أَوَ لَمۡ یَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَ⁠ٰوَ⁠ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ یَعۡیَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَ⁠ٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن یُحۡـِۧیَ ٱلۡمَوۡتَىٰ ۚ بَلَىٰٓ ۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ۝٣٣ وَیَوۡمَ یُعۡرَضُ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَلَیۡسَ هَ⁠ٰذَا بِٱلۡحَقِّ ۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ۝٣٤ فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡ ۚ كَأَنَّهُمۡ یَوۡمَ یَرَوۡنَ مَا یُوعَدُونَ لَمۡ یَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةࣰ مِّن نَّهَارِۭ ۚ بَلَ⁠ٰغࣱ ۚ فَهَلۡ یُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَ⁠ٰسِقُونَ ۝٣٥